يقول المثل درهم وقاية خير من قنطار علاج. الكثير من الأمراض تجد تربة خصبة عند الأشخاص الذين لا يهتمون بطعامهم أو بالتمارين الرياضية. من هذه الأمراض: السرطان، أمراض القلب، السمنة،... لكن بعض الأمراض لا يمكن الوقاية منها بالطعام الصحي أو بالتمارين الرياضية. من أهم هذه الأمراض هو مرض الزهايمر. كيف يمكن أن تقي نفسك من هذا المرض الذي يمكن أن يفتك بحياتك بدءاً من سن الخمسين؟
الوقاية من مرض الزهايمر صعبة.ذلك أن هذا المرض يمس الجملة العصبية عند الانسان. إن كانت الرياضة الفيزيائية تساعد الجسم على مقاومة الأمراض العضوية فإن الرياضة الفكرية يمكن أن تساعد في مقاومة الأمراض العصبية.
التمارين الفكرية لا تلقى نجاحاً عند معظم الناس لأنها تتطلب جهداً عقلياً. لكن هذا الجهد هو من يساعد العقل على الصمود في وجه مرض الزهايمر.
افرض على نفسك كل يوم نصف ساعة على الأقل من التمارين العقلية المكثفة. يمكن أن تؤدي هذه التمارين في أي وقت يناسبك. لكن يجب أن تؤديها وعقلك مرتاح كي تكون فائدتها أكبر.
التمارين العقلية يمكن أن تكون متنوعة وفي كل المجالات. نذكر منها: التمارين الحسابية البسيطة (جمع، طرح، ضرب،..)، القراءة المركزة والسريعة، تمارين المنطق، الألغاز الرياضية،....
تعج الصحف ومواقع الانترنت بتمارين من هذا النوع، كما أن هناك كتب كاملة تتناول هذا النوع من التمارين مثل كتب التمارين على فحص IQ. بالنسبة للقراءة اختر كتباً متنوعة في: الأدب، العلوم، التاريخ، الجغرافيا، الشعر، السياسة،.... حاول أن تقرأ بتركيز ولمدة طويلة (نصف ساعة على الأقل). بالمقابل تجنب قراءة الأخبار السياسية على مواقع الانترنت كونها تحمل القليل من المعلومات ولا يمكن أن تساعد على تنشيط المخ.
من المهم أيضاً أن تقيس مدى تقدمك في هذه التمارين. الهدف ليس أن تصبح بطلاً في الألغاز أو القراءة السريعة. لكن الغاية هي أن تملك وسيلة تساعدك على قياس نشاطك العقلي. عندما تقيس سرعتك في القراءة، أو في حل التمارين الحسابية تستطيع أن تنتبه فوراً لأي تراجع في امكانياتك العقلية. هذا التراجع هو غالباً الاشارة الأولى لوجود خلل في الجملة العصبية.
وأخيراً تذكر أن الهدف من هذه التمارين هو الوقاية ولا يجب أن تتحول لضغط نفسي عديم الفائدة. من هنا يجب أن تمارس هذه التمارين بشكل منتظم وأنت مرتاح كي تجني منها الفائدة المرجوة دون أن تبث الذعر في نفسك دون سبب