[روى مالك في "موطئه" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه )، فكتاب الله هو حبل الله المتين، وهو الصراط المستقيم، وهو النور المبين .
فمتى فقدنا الاتصال بهذا الحبل وبعدنا عن الصراط تحقق هجر المسلمين للقران واتخذوه كتاب متعة للثقافة، وكتاب تعبد للتلاوة فحسب، لا منهج تربية وسلوك، ودستور حياة للعمل والتطيبق؛ هجروه فلم ينتفعوا من القرآن كما ينبغي؛وكثير منا اليوم لا يفتحه , فالمصحف بالنسبة اليه زينة على الرفوف , أو في درج السيارة أو في أي مكان آخر لعله يحمي من العين أو الحسد أو إرتباطه بالموت فهو يقرأ عندما يكون هناك موت وعزاء ولا حول ولا قوة الا بالله فالقرآن إنما نزل للعمل أولاً، ولتحكيمه في شؤون الحياة كافة، فهذا هو المقصد الأساس من نزوله، وهذا هو المبتغى من تكفُّل الله بحفظه .
يقول بن القيم - رحمه الله - : هجرالقرءان أنواع :
أحدها هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه .
والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأه وآمن به
والثالث هجر تحكيمه والتحاكم اليه في أصول الدين وفروعه
والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه
والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به
وكل هذا داخل في قوله
قال تعالى :وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان : 30]
واختم بـ قول النبي صلى الله عليه وسلم : «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجَّة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر! ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث! وريحها مر!» رواه البخاري ومسلم [واللفظ للبخاري].
جعلنا الله كالاترجة في طيبها وطعمها ..