الياقوتة
الاوسمة : عدد المساهمات : 957 التقييم : 1192 تاريخ التسجيل : 02/02/2013
| موضوع: سلسلة قصص القران الكريم 11/4/2013, 4:55 am | |
| يتميز القَصَص القرآنيّ عن غيره من سائر القصص بخصائص يعلو بها جلالةً وقداسةً, ويزداد بها بلاغة وإعجازًا, ويعظم بها أهمية وتأثيرًا, وبهذه الخصائص استحق أن يُوسَم بأحسن القصص في قوله تعالى: ( نحن نقصً ًعليك أحسن القصص ). ولما لهذه الخِصِّيصة من تميز وظهور. تلك الروعة القرآنية . أن كل ما في قَصص القرآن الكريم من أخبار الأولين هي حقائق تاريخية صادقة لا يصادمها عقل, ولا يخالفها نقل, وسواءٌ في تلك المصداقية ما كان من أخبار الأنبياء مع أقوامهم, وما كان من قبيل المعجزات وخوارق العادات, كانفلاق البحر وكلام الهدهد والنملة, وليس فيها أي نوع من التناقض أو الاختراع, ولا أي شكل من أشكال الخيال أو التصوير المجرد عن الحقيقة, ولا أي صورة من صور الرمز أو الإشارة. : فقصص القرآن الكريم شاملة من عدة جهات: أ-( في حصر النفوس المخاطبة وطِباعها ووجهاتها ومكامن شعورها..
ب- في تنويع الأساليب والوسائل الملائمة لكل جنس وطبقة ولون..
ج- ومن حيث الزمن ؛ فالقصة تتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل..) (15). فكذلك تجد في قصص القرآن الكريم شمولاً لكل تلك الموضوعات , من عقائد وعبادات وأخلاق وآداب اجتماعية واقتصادية وسلطانية وغير ذلك.. : فالغاية الأولى من قصص القرآن الكريم هي تأملها وأخذ العبرة منها وتصحيح العقائد والأخلاق , حتى ينصلح الفرد والمجتمع , وليست الغاية قاصرةً على إمتاع النفوس بسماع قصص مسليِّة أو بطولات خيالية،، فالقرآن الكريم بكل ما فيه من قصص وغيرها هو كتاب هداية وعبرة بالدرجة الأولى, قال تعالى : ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب, ما كان حديثا يفترى , ولكن تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كل شيء , وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون ) 111}. الإعتبار والإتعاظ من خلال النظر في سنة الله النافذة في هذا الكون , فالعاقبة دائما للمتقين , والبوار والخزي دائماً على الظالمين , | |
|
الياقوتة
الاوسمة : عدد المساهمات : 957 التقييم : 1192 تاريخ التسجيل : 02/02/2013
| موضوع: رد: سلسلة قصص القران الكريم 11/4/2013, 6:50 am | |
|
كان رجل من بني إسرائيل غنياً ثرياً، فعدى عليه ابن أخيه في الليل فذبحه! اغتيال رهيب في ليلة ظلماء! وأتى هذا القاتل المجرم إلى موسى ليخفي جريمته، ويبعد التهمة عن نفسه, فبكى بين يدي موسى عليه السلام، قال له: مالك؟ قال: عمي قتل البارحة وأنت المسئول عنه، فأنت النبي وبيدك الحكم؛ سل الله من قتل عمي، فجمع موسى بني إسرائيل وقال: من قتل عم هذا الرجل؟ قالوا: لا ندري، إن كنت يا موسى نبياً فسل ربك، فهم يقولون: ادع لنا ربك، قال أحد المفسرين: قبحهم الله وفضحهم، أليس بربهم؟! لماذا لم يقولوا: ادع ربنا، وإنما قالوا: ربك؟ فابتهل واستقبل القبلة وبكى وقال: اللهم أخبرنا من هو القاتل. فقال الله: يا موسى! مر بني إسرائيل أن يأخذوا بقرة فيذبحونها, ثم يأخذوا عضواً منها فيضربوا الميت؛ فإني سوف أحييه بإذني؛ فيتكلم فيخبر بمن قتله، قال الله: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:72-73] فقال موسى: اذبحوا بقرة، قال ابن عباس : [[لو أخذوا بقرة من عرض البقر لأجزأتهم ]] لكن تعنت البقر, أمام قصة البقر، لأن العقول التي لا تهضم معلومات الوحي تعترض، والعقل الجامد أمام النور الخالد يعترض، الله يقول: اذبحوا بقرة فاعترضوا، ففي كل شئونهم اعتراض، عنت بني إسرائيل في الأسئلة قال الله تعالى على لسان نبيه موسى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قالوا: أتتخذنا هزواً وتضحك علينا؟ نسألك عن القتيل فتقول اذبحوا بقرة! قال: بل اذبحوا بقرة ، (قال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )قال أهل العلم: من سخر بالوحي فقد جهل, ومن عبث في التعليم فقد جهل، ومن أتى بالهزل في موطن الجد فقد جهل. ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ) شددوا فشدد الله عليهم، ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ )ليست بالكبيرة المسنة ولا بالصغيرة البكر، ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ] فضيقوا الدائرة عليهم, قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ] وإلا فالله لم يسألهم عن اللون، ولم يشترط عليهم لوناً خاصاً (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) وهذا أجمل لون؛ كشعاع الشمس الذهبي عند الغروب، قال: فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة:69] فاجتمعوا في مجلس مغلق ثم عادوا إليه: قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ )فيتدخل رسولنا عليه الصلاة والسلام عند هذه الكلمة فيقول: {وأيم الله! لو لم يقولوا: وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ )ما وجدوها أبداً } ولكن استدركوا فقالوا: وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ. قال موسى: ما دام أنكم سألتم، وعرضتم الإشكال، وتشددتم، فلا بد لكم من تشديد، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة:71] قال المفسرون: ليست مهيأة للحرث ولا للزرع، ويسمونها معززة أي لم تحرث ولم تزرع، لا تثير الأرض زراعة ولا تسقي الحرث, مسلمة قالوا: أي سليمة من العيوب، لا فيها مرض، ولا هي عوراء ولا هتماء ولا عضباء، إلى غير تلكم العيوب. لا شية فيها, قال: بشرط ألا يكون فيها بقعة تخالف لون الأصفر الفاقع، وهذا التشديد؛ (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ) قال أهل العلم: كأنهم يقولون أما قبل الآن فما جئت بالحق. فقد كان يضحك عليهم إذن، ويسخر ويستهزئ بهم في ظنهم. فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ] متى ذبحوها؟ طافوا مدن بني إسرائيل وقراهم قرية قرية؛ فوجدوا هذه البقرة عند عجوز تحلبها وتعلفها، (فذبحوها وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) فلما ذبحوهاوأخذوا الغضروف فضربوا به الميت؛ فانتفض من قبره حياً بإذن الله فإذا به واقف, قال موسى: من قتلك؟ قال: ابن أخي هذا. هذا هو المجرم الذي أتى يسأل عمن قتل عمه، فقتله موسى.هذه هي القصة. | |
|
الياقوتة
الاوسمة : عدد المساهمات : 957 التقييم : 1192 تاريخ التسجيل : 02/02/2013
| موضوع: رد: سلسلة قصص القران الكريم 14/4/2013, 12:49 pm | |
| | |
|