أسرار السحاب

تطور الأرصاد الجوية

يمكن تقسيم دراسة الأرصاد الجوية إلى ثلاثة مراحل:

الفترة الأولى:

من سنة ( 600ق.م - 1600م) وهى ما تسمى بفترة التخمين الفلسفي الاغريقى السائدة في ذلك الحين.

الفترة الثانية:

من سنة (1600م - 1800م) وهى الفترة التي يمكن تسميتها " فجر علم الأرصاد الجوية" وأهم ما يميزها: هو بداية اختراع وتطور أجهزة الأرصاد. وقد بدأت قياسات العناصر الجوية في هذه الفترة أساسيات الأرصاد الجوية الحديثة التىظهرت في القرنين السابع عشر، والثامن عشر.

الفترة الثالثة:

بدأت مع بداية القرن التاسع عشر، وفيها أصبت الأرصاد الجوية علماً من العلوم التطبيقية ومنذ ذلك الحين شاركت العلوم الأخرى كالرياضيات والفيزياء والكيمياء في دراسة وفهم طبيعة الغلاف الجوى



إلا أن الله جل جلاله قد كشف عن هذه الأسرار منذ أربعة عشر قرنا وبين للناس في كتابه القران الكريم السحاب وأنواعها:-

النوع الأول:-

السحاب الطبقي

قال تعالى :

(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الروم:48)


، هذا السحاب الطبقي قد يمتد إلى مسافة 200كيلو متر و من سماته أنه يغطي معظم السماء. وخطوات تكوينه هي :-

1- بداء تكونه بسبب مجيء تيار هوائي ساخن يقابل كتلة باردة فيرتفع عليها فينبسط باختلاف الظهر، تصبح السحابة منبسطة طوليا .

2-ثم تأتي أخرى فوقها والرياح تتحرك فتكَّون قطعة ثانية ثم ثالثة ثم رابعة فإذا تراكمت هذه السحب بعضها فوق بعض-(وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً..) يعني قطع ويجعله كثفاً.. إذا لم تتكون من قطع بعضها فوق بعض لا ينزل المطر

3- هذه السحابة بعد أن أصبحت قطعة ينزل المطر. فترى الودق، المطر، فترى الودق يخرج من خلاله

4- هذا السحاب من مزاياه لا رعد فيه ولا برق ولا بَرَد.ينزل بهدوء و ينزل بهدوء، ولذلك عندما ينزل يفرح الناس،

وهذه الخطوات في تكوينه هي ما وصل العلم الحديث في تكوين هذا النوع من السحب ؟؟؟



النوع الثاني:

السحاب الركامي

قال تعالي:

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) (النور:43)


في هذه الآية يبين الله سبحانه خطوات تكوين السحاب الركامي



1- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً)
في معجم مقاييس اللغة مادة (زجي) والريح تزجي السحاب : تسوقه سوقاً رفيقاً وبمثله قال ابن منظور في لسان العرب المعنى انه يسوق السحاب سوقاً رفيقاً



هذا السحاب الركامي تراه يرُكم طريقة تكوينه يقول الله جل وعلى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً) يزجي يعنى يسوق برفق(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً) وهذا هو الذي يتكون في تكوين السحاب الركامي قز ع من السحاب هنا وهناك يساق برفق فيتجمع في خط يسمى بخط التجمع تجمع السحاب



2- (ثم يؤلف بينه) يبين علماء اللغة أن التأليف: هو الجمع مع الترتيب والملائمة

وقال ابن الجو زى أي يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة

ثم يؤلف بينها في خط التجمع تفقد كل سحابة شخصيتها وتتآلف مكونةً سحابةً كبيرة تتألف معها



3-( ثم يجعله ركاماً) الركم في اللغة: يأتي بمعنى إلقاء الشئ بعضه) فوق) بعض

فإذا تألفت السحب بعضها مع بعض ركمت.. ركمت واحدة فوق الثانية.

ركم السحاب الذي يكون بالنمو الرأسي لنفس السحابة

4- ( فترى الودق يخرج من خلاله)

الودق: هو المطر


خروج المطر من خلال السحاب، هذا النوع هو الذي فيه البَرَد وهو الذي فيه الرعد وهو الذي فيه البرق ولذلك يقول (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا) أي سحب في شكل الجبال وينزل من السماء من جبالٍ، لازم تكوين في شكل جبل(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ) فالبرد لا يتكون إلا من السحب التي تكون في شكل جبل وليس من السحب التي تكون في شكل طبقي(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ)



ما كشف عنه العلم فلابد إن يكون السحاب في شكل جبلي يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطي من السحابة وان البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40ْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد إن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي: السحب الركاميه التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهى: تلك البذور الأولى للبرد.



5- (فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء(

هذه الفقرة من الآية الكريمة تقرر إن نزول البرد مكاناً وزماناً مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالى ومع معرفتنا بأن الأمر متعلق بمشيئة الله التي لا نعلمها إلا إن الله قد جعل لكل شئ قدراً فوقت نزول المطر بيده ونزول البرد بيده سبحانه ولكن ذلك كله يجرى وفق سنن محكمة.



6- (يكاد سناً برقه يذهب بالابصار) يبين الله تعالى إن للبرد برقاً شديد اللمعان فالضمير في برقه يرجع إلى أقرب مذكور وهو البرد وسنا البرق: شدة بريقه وضوئه يذهب بالابصار أي خطفه إياها من شدة الإضاءة فنسب البرق إلى البرد في كتاب الله.

وقد ثبت علميا إن البرد يقوم بتوزيع الشحنات الكهربائيه في جسم السحابة أثناء صعوده وهبوطه ثم يقوم بالتوصيل بين الشحنات الكهربائيه المختلفة فيحدث تفريغاً هائلاً. وحدوث البرق.



بعد عشر سنوات من الدراسات في أميركا واليابان وغيرها وصلوا في عام 1985 إلى جهة القطع أن سبب البرق هو البرد والآية تقول(يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ)



النوع الثالث :

السحاب المعصر:

(وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً) (النبأ:14)

(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً) (النبأ:15)

(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) (النبأ:16)


وصف هذا السحاب المعصر أنه مثل العصارة كل ما رفع كمية من بخار الماء إلى أعلى بردت في أعلى ثم تنزل فلا ينزل المطر على استمرار بل ينزل متدفقاً ثجاجاً كما جاء في تعبير القرآن الله يقول (وَأَنزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً) على لِنُخْرِجَ بِهِ حَباًّ وَنَبَاتاً) -النتيجة- (وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) أي حدائق ملتفة الأشجار وكما هي موجودة في مناطق خط الاستواء حيث يكثر هذا النوع.



وتتجلى أوجه الإعجاز المتعدد في هذه الآيات:



- من أخبر محمدا عليه الصلاة والسلام بخطوات تكوين السحاب وترتيب تكوينه وأنواعه



- من اخبر محمدا عليه الصلاة والسلام بان الشكل الجبلي وصف للسحاب الذي ينزل منه البرد؟ فهل أحصى الرسول كل أنواع السحاب حتى تبين له هذا الوصف الذي لابد منه لتكوين البرد؟

- ومن أنباه عن نوويات البرد التي لابد منها في السحاب الركامي لكي يتكون البرد

ومن الذي أنباه بأن البرد برقاً وان البرد هو السبب في حصوله ؟ وانه يكون أشد أنواع البرق ضوءا

من أخبر محمدا عليه الصلاة والسلام بكل هذه الأسرار منذ أربعة عشر قرنا ؟ وهو النبي الامى في الأمة ألامية التي لم يكن يتوفر لديها شئ من الوسائل العلمية الحديثة.

لا أحد إلا الله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً





و يجب أن نتذكر دائما أن علماء الأرصاد الجوية لم يعرفوا تفاصيل تكون الغيوم و بنيتها ووظيفتها إلا من خلال استخدام التقنيات المتطورة مثل الطائرات و الأقمار الصناعية و الحواسب و من الواضح إن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المعلومات عن الغيوم قبل 1400 سنة في زمن لم تكن لتعرف فيه.





(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)
__________________


سبحان الله والحمد لله
و لا اله الا الله و الله أكبر
ولا حول و لا قوة الا بالله

منقول للتدبر

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم