أحبتي ......
لو أنتسب كل إنسان لما يحلو له:
أهل المال، أهل الشهرة، أهل القصور، أهل الفن، أهل الرياضة، أهل الأدب .....
ولو استمطرت ألفاظ الثناء من جميع القواميس والفخر والمعاجم
فهل ستاتي بأوصاف أكمل وأجمل وأعز مما وصف به حملة كتاب الله بأنهم
"أهل الله وخاصته"؟! المتأمل في أحوالنا يجد أن الله فضل بعض الناس على بعضهم درجات ورفع ..
قال تعالى:؟ "انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا "(الإسراء: 21) فلو أن أحدا رزقه الله الخير الوفير، والمال الكثير، لرأيت أعين الناس ترمقه
ولسان حال كل منهم يقول واحد: ليت لنا مثل ما أوتي فنفوز فوزا عظيما!
لكن الذي يستحق الغبطة حقا ويستحق هذه المكانة العالية من النفوس هو
: : حامل القرآن :: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
((لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار))
[الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5025
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
إن حفظ القرآن الكريم هو الاساس بل إنه المؤسس الاصل في تلقي القرآن وتعلمه إذ وصف الله جل وعلا هذا القرآن
بقوله "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ؟" (العنكبوت: 49) ولعل من لطائف الاستدلال على ذلك ما استدل به أبو الفضل الرازي فقال: ومنها أن الله عز وجل لم ينزله جملة كغيره من الكتب واحدة ، بل نجوما متفرقة مرتلة ما بين الآية والآيتين والآيات والسورة والقصة، في مدة زادت على عشرين سنة، إلا ليتلقوه حفظا، ويستوي في تلقيه في هذه الصورة الكليل والفطن، والبليد والذكي، والفارغ والمشغول، والأمي وغير الأمي، فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة في نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف
[فضائل القرآن لأبي الفضل الرازي] قال الإمام النووي: | | كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه الأ لمن يحفظ القرآن | | بل إن من الخصائص التي اختص الله بها هذه الأمة حفظ القرآن كتاب الله الكريم
قال ابن الجزري - رحمه الله -:
| | أخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء،
بل يقرؤه بكل حال كما جاء في صفة أمته (أناجيلهم في صدورهم) بخلاف أهل الكتاب وذلك
الذين يحفظونه الا في الكتب، ولا يقرؤونه كله إلا نظرا، لا عن ظهر قلب،
ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله، أقام أئمة ثقاة تجردوا له
لتصحيحه، وبذلوا أنفسهم في إتقانه
وتلقوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - حرفا حرفا،
لم يهملوا منه حركة ولا سكونا ولا إثباتا ولا حذفا ، ولا دخل عليهم في شيء ولا شك وهم | |
حتى صار نورا في وجوه حامليه، و نهجا قويما لخطى متبعيه، وغصة حاذقة مرة في حلوق أعدائه، فهم يرجون اندثاره ويأبى الله الأ أن يتم نوره.
يقول أحد أولئك المحرومين معترفا بهذه المعجزة الخالدة: [لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم وهو بكل تأكيد أيسرها حفظا] لما رأى حفظ الله له وترديد المتنعمين به له آناء الليل وأطراف النهار .. فهو الأكثر ترديدا، والأقوم منهجا، والأيسر حفظا وذكرا
.. قال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (القمر: 17) أي: سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه فهل من طالب لحفظه فيعان عليه؟!
[الجامع لأحكام القرآن] ولعل من السموم التي فتكت بقلوب أبناء الأمة، وقتلت همتهم ومضيهم في طريق حفظ القرآن وسوسة الشيطان لهم بصعوبة حفظه، وغرضه - لعنه الله و إيقافهم عن هذا الخير العظيم لكن المتأمل بعقله يدرك أن وقلبه حفظه ميسر و للصغير والكبير العربي والأعجمي فكم رأينا من ألسن أعجمية لأ تنطق بالعربية شيئا غير القرآن وكم سمعنا عن همم لم تحفظ القرآن بعد أن بلغت من الكبر عتيا ألم تروا أولئك الصبيان الصغار الذين لايملكون من العربية سوي بضع كلمات يقضون حوائجهم اليومية بها ..وقد لا يدرك بعضا من معانيها أيضا، يلتحقون بحلق التحفيظ الان لم يلبثوا زمنا يسيرا حتى تلوا القرآن وحفظوه عن ظهر قلب! وتلكم مدارس تحفيظ القرآن في العالم الإسلامي، نشأت منذ بزوغ القرآن وما زال يلتحق بها في كل بلد الآلاف يتلون القرآن، ويحفظون منه ما شاء الله، أرأيتم ..! لو كان في حفظه مشقة .. هل سيلتحق بها أحد أو يلحق ابنه؟
إذا أقدمي ولا تتواني، ولتثقي بخبر الله وعونه وتيسيره ؟! الأ تريدين اللحاق بركب الحاملات لكتاب الله والله إنهم الأعلى شأنا في الدنيا والآخرة، فهم اولى الناس بالتقديم حتى بعد موتهم
فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كن يجمع بين رجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4079
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هـــلــــم مـــعـــا نمتطي ركاب الطلب الي منابر الخير
نحي فيها قلوبنا نمسح عنها تعب السنين؟
الأ تريدينـــ أن تكوني ممن علا نسبهم وسما في الفخر جاههم لكونهم
"أهل الله وخاصته"؟! فاطمحي إلى نيل المعالي و اسعي إلى درك العزيز الغالي
''
فـــــ / جعلني الله وإياكنــــ
وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات من (أهل الله وخااصته)