من يقول أن الغناء حرام!!!مقتطفات من مقال للكاتب علي المسعودي
قبل 11 سنة أو أكثر... كنت أسير في طريق الفحيحيل السريع عندما خففت من سرعتي واتجهت الى الحارة اليمنى... ثم حذفت من الشباك شريط نوال الزغبي، وكان ذلك آخر شريط غنائي سمعته، قررت عندها أن أنظف أذني
وبعدها بأيام.. جمعت كل الأشرطة المتناثرة في أدراج سيارتي ... جمعتها في شنطة.. فرزت منها بعض ذكرياتي الجميلة.. وحذفت الباقي في أقرب حاوية!
وكنت أحاكم نفسي:
عيب عليك أنت المثقف الكاتب الاعلامي.. تحاول أنت تشوه الغناء..!
أين كتاباتك عن جمال الأغنيات وروعة الكلمات وشفافية الأصوات؟
ما باقي الا تقول معاهم أن الغناء حرام.. وأن لهو الحديث المقصود به هو الغناء!
هل أصبحت متخلفا إلى هذه الدرجة..؟
ثم أعود وأسأل:
- *لماذا عندما نسمع الأذان نطفئ صوت المسجل.. هل أصوات المطربين تتعارض مع صوت النداء للصلاة؟
-
*لماذا في نهار رمضان لا نسمع أغنيات.. أليس الأغاني تزيد الجمال.. هل الصوم ضد الجمال؟
-
*لماذا لا تحيي المطربة حفلتها إلا وهي تظهر نحرها وجزء من صدرها وظهرها.. هل للعري علاقة بالطرب؟
-
*لماذا نقرا في الصفحات الأخيرة دوما أخبار فضائح المطربين.. هل للغناء علاقة بالتحلل؟
-
*لو جمعت لك مثلا أسماء.. الشافعي مع ابوحنيفة والغزالي وابن عثيمين مع محمد عبده وشعبان عبدالرحيم وعبدالكريم عبدالقادر، وطلبت منك أن تكوّن لي منها مجموعتين.. على أي اساس اخترت المجموعة؟ لماذا هل الغناء لا يجتمع مع الشريعة؟
-* لو تصدقت على مسكين بدينار ثم ذهبت الى محل من محلات رورو واشتريت آخر شريط لأليسا
ما الدينار الذي تظن أن يبقى لك أجره عند الله.. دينار المسكين.. أم دينار أليسا؟
-*** جاوبني بالله عليك فأنا لاأدري: هل الغناء حلال أم حرام!!
-
المهم أنني قررت منذ أكثر من 11 سنة أن أغير أذني الموسيقية وأجعلها أذنا قرآنية.. وأجاهد النفس، أطرحها مرة وتطرحني مرة..
آآآه... ما أجمل أن تغيّر نفسك وتنتصر عليها.. وتضحك وأنت تمرغ شهواتها في التراب، وتعلق في رقبتها الحبل.. ثم تجرها خلفك من عالم المستنقعات الى المجد والطهارة والعلو والرفعة..
...
غيّر نفسك