ﺷﺠﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺛﻤﺮ ﺃﺣﻤﺮ ﻣﺮ ﺍﻟﻄﻌﻢ .
ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺔ ﺷﺠﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻨﻤﻮ ﺑﺤﻮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ .
ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﺼﻮﺹ ﺭﺍﺗﻨﺠﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﺗﻨﺞ ﻳﺒﺮﺯ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺯﻳﻠﺖ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﺎﺀ ﺃﻭ ﺑﻌﻤﻞ ﺷﻘﻮﻕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﺒﺎﺕ ﻓﺘﺴﻴﻞ ﻋﺼﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺮﺍﺗﻨﺠﻴﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﺗﺠﻤﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺩﻣﻮﻉ ﻫﺸﺔ ﺑﻴﻀﺎﻭﻳﺔ ﺃﻭ ﺣﺒﻮﺏ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺃﺻﻔﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ .
ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ : ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ ﺍﻻﻭﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻮﻧﻪ ﺿﺎﺭﺑﺎً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻫﻮ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻻﻧﻮﺍﻉ ﻭ ﺍﺟﻮﺩﻫﺎ . ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻔﺮ ﻧﺎﺻﻌﺎً ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﻳﺎً .
ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻒ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﺰﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭ ﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﺰﻳﻒ ﻭ ﻋﻼﺝ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻭ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭ ﺍﻟﻄﺤﺎﻝ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻃﺒﺨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭ ﻗﻄﺮﺕ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺴﺪﺩ ﻭ ﺃﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺼﻤﻢ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺜﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﻨﺎﻥ .
ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ :
" ﺇﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﺎ ﻗﺎﺑﺾ ﻭ ﺩﻫﻦ ﺷﺠﺮﺗﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺏ ﻭ ﻳﺼﺐ ﻃﺒﻴﺦ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻋﺼﺎﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻭﺡ ﻓﺘﻨﺒﺖ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭﺓ ﻓﺘﺠﺒﺮﻫﺎ . ﻭ ﻣﻀﻐﻪ ﻳﺠﻠﺐ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭ ﻳﻨﻘﻴﻪ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻀﺔ ﺑﻪ ﺗﺸﺪ ﺍﻟﻠﺜﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﻳﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭ ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺠﺸﺄ ﻭ ﻳﺬﻳﺐ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻭ ﻳﻨﻘﻊ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭ ﺍﻻﻣﻌﺎﺀ ﻭﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻣﻬﺎ . ﻭﻃﺒﺢ ﺃﺻﻠﻪ ﻭ ﻗﺸﺮﻩ ﻭﻭﺭﻗﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺴﻮﻧﺘﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻧﺠﺮﺍﺩ ﺳﻄﺢ ﺍﻻﻣﻌﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭ ﻧﺘﻮﺀ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪﺓ ﻭ ﻳﺪﺭ ﺍﻟﺒﻮﻝ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻻﺗﺮﺍﻙ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﺑﻤﻀﻌﻬﺎ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻟﻠﻔﻢ ﻭ ﻛﻤﻀﺎﺩﺍﺕ ﻟﻠﺘﺸﻨﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻮﻳﺔ ﻭ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺜﺔ ﻭ ﺗﺤﻔﻆ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻻﺳﻨﺎﻥ ﻭ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﻠﻌﺎﺏ ﻭ ﺗﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﺗﻴﺰﻣﻴﺔ ﻭ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻘﺮﺱ ﻭ ﺁﻻﻡ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﻭ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﺼﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﺔ .
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﺎ ﻋﻠﻰ 2% ﺯﻳﺖ ﻃﻴﺎﺭ ، 20% ﻣﻮﺍﺩ ﺭﺍﺗﻨﺠﻴﺔ ﻭ ﺣﻤﺾ ﺍﻟﻤﺼﻜﻨﻴﻚ ﻭ ﻣﻮﺍﺩ ﻣﺮّﺓ .
ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ ﻟﺘﻄﻴﻴﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺪﻭﻧﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﻟﺺ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻭ ﻣﻠﺌﻬﺎ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺘﺴﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﻨﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺼﻄﻜﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺍﺗﻨﺠﺎﺕ ﻭ ﺃﻏﻼﻫﺎ ﺛﻤﻨﺎً .