ﺻﻤﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻳُﺸﻊُّ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ!!
ﺳﻜﺘﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ!!
ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺗﺰﺍﺣﻢ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺗﻠﻤﻠﻢ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﻭﺗﺼﻠﺢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ!!
ﺫﻫﺒﺖ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﺩ ﺳﺎﺋﻠﻬﻢ _ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ _ ﻟﺒﺎﻋﺖ ﻣﻦ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﻉ ﺩﻧﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ؛ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺳﻨﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺛﻖ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ!!
ﺫﺍﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ!!
ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻲ . . .
ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻴﺎ ﺑﺪﻋﺎﺋﻬﺎ . . ﻭﺃﺗﻠﻤﺲ ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺭﻗﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻖ ﺑﺤﻨﺎﻧﻬﺎ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﺒﻠﻤﺎ ﺗﻄﺮﻕ ﻣﻨﻲ ﺍﻵﺫﺍﻥ!!
ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻬﻒ ﺷﻮﻗﺎً ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻭﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻇﻤﺄ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﺑﺘﻔﺮﻳﺞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺮﺑﺎﺕ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﻤﻮﻡ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲَّ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻪ!!
ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻲَّ ﻏﺮﺑﺘﻴﻦ . . ﻏﺮﺑﺘﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ . . ﻭﻏﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﺤﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ!!
ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺲ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻓﺮﺍﻗﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻋﻨﻲ ﻭﺩﺍﻋﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﺑﺄﻥ ﺗﻮﺻﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻤﻮﺗﻬﺎ ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ!! ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺪﻋﺎﺋﻬﺎ!!
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﻳﺘﻴﻤﺎً ﺑﻔﺮﺍﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ . . ﻓﻼ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻗﻬﺎ!! ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺑﻬﺠﺔ ﺩﻧﻴﺘﻲ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻭﻣﺒﺘﻐﻰ ﺳﻌﻴﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻹﺳﻌﺎﺩﻫﺎ!!
ﻓﺈﻟﻴﻚ ﺃﻣﻲ . .
ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻲ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺑﺠﺴﺪﻙ . . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻃﻴﻒ ﺣﻨﺎﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻫﻮ ﺯﻣﻦ ﻏﺮﺑﺘﻲ ﻋﻨﻚ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺃﻓﻘﻲ ﻓﻼ ﺗﺤﺮﻣﻴﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﺣﻴﻠﻚ ؛ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﺑﺘﻲ ﺳﻮﺍﻩ!!
ﺃﻣــــﺎﻩ . .
ﻫﻞ ﺑﻮﺳﻊ ﻏﺮﺑﺘﻴـﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻣﻠﺘﻘﻰ؛ ﻛﻲ ﺃﺑﻮﺡ ﻟﻚ ﺑﻬﻤﻮﻣﻲ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻱ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻟﻘﺎﺋﻚ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻷﻣﻨﺢ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺒﺮﺍﺕ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﺤﺎﻧﻲ؟!
ﻣﻬﺠﺔ ﻓﺆﺍﺩﻱ . .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻀﺎﺋﻪ؛ ﻟﺴﺄﻟﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻓﺪﺍﻙ .. ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻬﺠﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﻠﺴﻢ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ .. ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ . . ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﻪ ﻟﺴﺎﻧﻚ . . ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ.
ﺭﺑــــﺎﻩ . .
ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺩﻋﺘﻚ ﻣﻬﺠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪﻙ . . ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﻨﻘﻠﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ . . ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﺜﺎﻭﻫﺎ ﻟﺪﻳﻚ . . ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ . . ﻭﺍﺭﺣﻢ ﻣﻔﺠﻮﻋﺎً ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻴﻚ . . ﻳﺪﻋﻮﻙ ﻭﻳﺘﺬﻟﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﺬﺍﺏ ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﺴﺎﺏ . .
ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺷﻤﺲ ﺣﻴﺎﺗﻲ . .
ﻓﺮﺣﻤﺎﻙ ﺭﺑﻲ . . ﻗﺪ ﻏﺮﺑﺖ شمسي.