الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون )
ان القلم اول مخلوقات الله .. كما جاء في الحديث ” أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة “
فالله سبحانه وتعالى قادر على ان يفعل مايشاء دون كتابة بمجرد كن فيكون ولكنه عمل ذلك ليخبرنا ان الكون يسير وفق قوانين وسنن اذا سار عليها الانسان وصل الى ما يريد بإذن الله وقد يسير عليها ليحقق الخير وقد يسير عليها ليحقق الشر .. وهنا يكون الحساب عند الله فيمن استخدم هذه القوانين على أي وجه واساس استخدمها ..
وسنن وقوانين الكون سائرة على من عرفها ومن لم يعرفها .. فهي كالسكين من مرر حدها على يده قطعته سواء كان يعرف انها تقطع او لايعرف انها ستقطع .. لذلك من عرف انها ستقطع سيستخدمها لقطع مايريد دون أن يتضرر .. ومن لايعرفها قد يسمكها يوما بالشكل الصحيح وقد يمسكها يوما بالشكل الذي قد يؤدي بحياته ..
لذلك يجب ان نتعرف على سنن الكون وقوانينه لنتمكن من التعامل معها ولنكسب مانريد دون ضرر بعد اذن الله وتوفيقه .. وكل شيء موجود في ديننا .. فلم يُبق الاسلام اي صغيرة ولا كبيرة الا اخبرنا بها إما عن طريق القران الكريم او السنة النبوية .. ولكنه يشدد ويحرص على المسائل التي يجب على الجميع دون استثناء وجوبا ان يعمل بها كالأمور الأساسية في الدين الاركان وما قاربها ..
وما سوى ذلك فإن الناس يتفاوتون في مقدرتهم على استيعاب العلم وتطبيقه .. فبعضهم لايقدر الا على البسيط من المعرفة التي تجعله يقيم فرائضه فحسب والاخر يملك من العقل والفهم مايساعده على الإبحار والتعمق والاكتشاف ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟ قال تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ولا انقص منه .
فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا” رواه البخاري، ومسلم .
فقد اكتفى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من هذا الاعرابي بشي بسيط لانه بسيط في امكاناته واستيعابه ..
ولكنه قال لابي هريرة رضي الله عنه غير هذا فعن أبي هريرة قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر ركعتي الضحى وصوم ثلاثة أيام من الشهر وأن لا أنام إلا على وتر
والامثلة كثيرة ..
فالاسلام مرن في نشر علمه وإعطاء كل فرد على قدر ما اعطاه الله من قدرات عقلية وجسدية ومادية وغيرها فعندنا في ديننا العظيم قاعدة تقول ” اتقوا الله ما استطعتم “
نعود الى موضوع القلم وعلاقته بتحقيق الاهداف ..
فالأهداف التي يتم كتابتها يسهل تحقيقها بإذن الله .. وكلما كان الهدف اصعب كانت كتابته اكثر مساعد في تحقيقه باذن الله ..
لان الهدف اذا كُتب كان اكثر وضوح .. مما يساعد على التركيز عليه .. وما تركز عليه هو ماتحصل عليه ..
بخلاف اذا كان مجرد خيال او خاطره او امر غير مؤطر ومحدد في الذهن فإنه سيكون التركيز عليه أقل .. ومن اهم الاسباب لتحقيق الاهداف هو التركيز عليها ..
وبمجرد تحديد الهدف ثم كتابته ستتابع الخطوات التي بناء عليها يتم الوصول الى الهدف ..
فارى ان هناك علاقة وثيقة بين القلم وبين الاهداف التي نتمنى ونرجو ان تتحقق .. بمجرد كتابتها تتأصل في الذهن ويبدأ التفكير بها .. ومن هنا ستتولد الافكار المرتبطة بنجاح والطرق المؤدية لهذا الهدف .. هنا يجب أيضا تسجيل الافكار .. وكل شيء يُكتب .. سيجد الشخص نفسه امام خيارات كثيرة مريحه .. وبمجرد ما يُطلق العنان لفكره ليتجول بين هذه الافكار والطرق سيتولد المزيد من الافكار ويفرز الافكار المهمة والمفيدة هنا يجب كتابة هذه المستجدات .. ستواجهه عقبات ومشكلات يجب تسجيلها وكتابتها .. ويجب ايضا خلق شخصية في الاتجاه المعاكس يخلق عقبات وهمية متوقعة ثم يجب كتابة كل هذه العقبات ومن ثم تفنيدها بالتفكير وبالحلول التي بها يتم تلافي هذه الأخطاء وتفادي هذه المشاكل والعقبات ثم كتابتة هذه الحلول .. ويجب الاستعانة بأهل الخبرة .. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
سيكون في النهاية الهدف في غاية الوضوح وطريقه أيضا في غاية الوضوح .. ليس عليك الان الا التوكل على الله والعزيمة والاصرار فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
ويجب عدم نسيان الدعاء .. وعدم السماح لأي زعزعة ان تدخل الى النفس او نوايا سيئة
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحه اجمعين