قد نجد صعوبة في ضبط ايات معينه ، وقد يسبق لسانه لتقديم بعض الألفاظ في نهاية الآيات ،ومن هذه الآيات التي تحتاج للضبط
قولة تعالى ﴿ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ وقولة تعالى ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾
ولضبط هذا لابد من التفريق في أنه:
- إذا كانت الآية مشتملة في سياقها على أعمالا قلبية لا يطلع عليها إلا الله عز وجل ، أو أعمالا ظاهرة لكن الإنسان مطالب فيها بصحة النية ، أو كانت الآية مشتملة على صفات الله عز وجل ، أو كانت الآية تتحدث عن المنافقين فهذه كلها لا يعلم ماخفي فيها إلا الله ، فيقدم فيها الخبير على العمل ، فتكون نهاية الآية ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَــلُونَ ﴾
-أما إذا كانت الآية مشتملة على أعمال ظاهرة ، أو اعمال المهم فيها هو العمل بعينه بغض النظر عن نية العمل فيقدم فيها العمل على الخبرة، فتكون نهاية الآية ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
الأمثلة :
أولاً -﴿خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ .
قال تعالى : ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾[المجادلة :13]
- فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أعمال وإن كانت ظاهرة لكن لابد فيها من صحة النية، فكانت نهاية الآية ب ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْـمَلُون﴾[النور:53]
الآية تتحدث عن المنافقين ، والنفاق أمر قلبي فانتهت الآية ب ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْـمَلُون﴾
ثانياً -﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة:11]
الإفساح في المجلس عمل مطلوب وخير ولا يسأل الفاعل عن نيته فكانت نهاية الآية ب ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن : 7 ،8]
ذكر العمل فقدمه لأنه ذكر ما يتعلق بالإنسان وعمله فقدم العمل، فكانت نهاية الآية ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾