تغريدات عن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الذي لم يورث ديناراً ولا درهما، وإنما ورّث العلم، أما بعد:
فهذه تغريدات يسيرة، كنتُ وعدت البارحة بها، إذ زيارتي لمؤسسة شيخنا العثيمين رحمه الله، وهذه بعض أخباره التي حدثني بها أبناؤه الأفاضل الأستاذ عبدالله، والأستاذ عبدالرحمن، وهذه الأخبار إما جديدة تماما عليّ، أو جديدة في بعض تفاصيلها،ومنها:
1 ـ زار مسؤول كبير في الدولة شيخنا في بيته الطين، وعرض عليه بناء مسكن حديث، وقال: ياشيخ، بيتك ضاق وقديم! فلعلنا نبني لك بيتاً حديثاً قُرب الجامع أيسر لك! فتبسم الشيخ، وشكره، وقال: أبشرك مستانسين ببيتنا (أي: مسرورين)، وأما القرب من الجامع فلا أريده (يشير بذلك إلى رغبته في كثرة الخطى إلى المسجد).
2 ـ يقول أ.عبدالله: لما ذهبنا لأمريكا اتفقنا مع الوالد أن يتفرغ للعلاج، لقصر المدة ولظرف المرض، فما مضت ١٦ ساعة من نزولنا الفندق إلا والشيخ يسأل عن أقرب مركز إسلامي ليلقي فيه محاضرة، فلما رأينا أن هذه رغبته، اتصلنا بالمركز، فجاءوا في دقائق، وفي وقت يسير علمت جميع المراكز الإسلامية بأمريكا، فتقاطروا على الفندق الذي امتلأت باحاته بالناس:رجالا ونساء، صغارا وكباراً، بل إن بعضهم قدم من آلاف الأميال لرؤية الشيخ والسلام عليه، ومعهم أطفالهم، وبعضهم بكى حين رأى الشيخ.
فذهب أكثر وقته في نفع الناس .. تلك كانت حياته حضرا وسفراً رحمه الله.
3 ـ يقول أعبدالرحمن: في فترة بقائه في التخصصي بالرياض، نصحه بعض الأطباء بعدم الصوم، وقال له: يا شيخ، يقول الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، فقال الشيخ: هذه أنا أعلم بها منك، لكن أخبرني: هل الصوم يضرني؟! قال:نعم! قال الشيخ: الآن يحرم الصيام عليّ، فأفطر حتى لقي الله، رحمة الله عليه.
4 ـ مما تذاكرنا به، ما حدثني به د.عبدالمحسن العسكر، أنه رأى شيخنا في المنام، فقال: ياشيخ! أي شيء نفعك حين لقيت ربك؟ قال: الإخلاص، أو قال: الصدق مع الله!
5 ـ حدثني أ.عبدالرحمن أنه وقف مرة عند باب البيت ينتظر والده ليحمله بالسيارة، فلما بلغ مكانا متوسطا بين الجامع والبيت،نظر في ساعته قال: أنزلني! فقلت: الجامع قريب، قال: الآن مشيي من هذا المكان يكفي لوصولي في الوقت المعتاد لإقامة الصلاة!
وثمة موقف آخر قريب منه حدثني به أ.عبدالرحمن، أنه وقف عند البيت ليحمله، فقال الشيخ: انتظر بقي نصف دقيقة حتى يصل الوقت المحدد الذي أصل به للجامع!
سبحان الله! دقة عجيبة ومتناهية في ضبط الوقت وحفظه.
هذه بعض الأخبار التي يصلح ذكرها هنا.
ولا تزال مدرسة شيخنا رحمه الله العلمية والتربوية تتجدد معالمها لطلابه ومحبيه، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
اللهم اغفر لشيخنا،واجزه عنا أحسن الجزاء، واجمعنا به في دار كرامته،وأصلح له ذريته.