إذا نظر كل منا في حاله وجد نفسه غافلاً فقد تمر عليه أوقات طويلة ربما ساعات لم يحرك فيها لسانه بذكر ربه وسيده ومولاه وقد يجلس مجالس طويلة يتحدث في أمور كثيرة وفنون متعددة وقد يضيع الساعات أمام الشاشات والملهيات وقد يبحث عن الدراما وغيرها مما يزيده غفلة وما أطول الرقاد في القبوروكم حسرات في بطون القبور
إن الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} فأعظم النسيان والغفلة أن ينسى العبد نفسه وينسى كثيرًا من أمور دينه،
وتصيبه الغفلة فيترك الذكر ويضيّع الفرائض ويترك السنن الراتبة والنوافل وكثيرًا ما يغفل عن صيام يوم تطوعًا، وينسى الصدقة والصبر والبر وحسن الخلق وكم من شهر مرَّ عليه دون أن يختم قراءة القرآن
وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ (أَلَم يأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تخْشع قُلُوبهمْ لِذكْرِاللَّهِ) إلا أربع سنين. رواه مسلم.
عتاب فيه الود، وفيه الحض وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام
اللهم نعوذبك من القسوة والغفلة والذلة والمسكنة.