قرر زوجي ان يسافر الي المدينة المنورة لحضور زواج احد أصدقاءه
فذهبت انا وبناتي بصحبته ونزلنا في احد ى الفنادق المقابلة للحرم النبوي حتى يتسنى لنا النزول إلى الحرم في أي وقت ودون مشقه
وبعد ان خرج زوجي لحضور المناسبة أخذت بناتي ونزلنا للحرم وكان الوقت ليلا وليس وقت صلاه مفروضة صلينا ما شاء الله وقرانا بعض آيات من كتاب الله وشاهدنا الكثير متوجهين الي الروضة الشريفة
فاصرت ابنتي الكبرى ان نذهب معاهم فقلت لها ان الوقت غير مناسب والزحمه شديده وألحت علي
فحملت ابنتي الصغرى وذهبنا وكانت البوابة المؤدية إلى الروضة بعيده جداً ومشينا كثيرا وكنت مجهده من اثر السفر وحمل الصغيرة على يدي وكان العدد هائل جداً وكانت مشرفات الحرم جزاهن الله خير يرتبن الصفوف حتى لا يحدث تزاحم
وفي هذا كله كنت متذمره والوم ابنتي على اختيارها الوقت الغير مناسب
في هذه الأثناء سمعت صوتا عاليا هز كياني وحرك مشاعري يقول بلهجه مصريه ( حبيبي فين ) وكانت سيده مسنه وكأنها تبحث عن ابن فقدته منذ زمن فردت عليه ابنتها ( حبيبك اهوه روحي له )
كانت تشير إلى قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم فلم أتمالك دموعي وبكيت بحرقه علي نفسي...
اين مشاعري من مشاعرها وكم تحملت المسكينة من المصاعب والمشاق حتي وصلت إلى حبيبها ونحن الذين قريبين منه ونركب السيارات المكيفة ونسكن الفنادق الفخمة ومع ذلك لم نشعر بهذا الحب والشوق العظيم اتجاه الحبيب .
هل تحجرت القلوب وهل ماتت الاحاسيس وهو الذي يقول عند موته ( امتي امتي ) فعذرا ياحبيبي يا رسول الله فالمسافه لا تتعدى الساعتين حتى نصل إليك ...
عذرا حبيبي فقد اشغلنا الجلوس على البحر والنزهه واالتردد على الأسواق عن زيارتك والصلاة في الروضة التي هي قطعه من الجنه والصلاة في مسجد قباء ألذي بنيته بيدك الشريفه ومشاهدة جبل احد الذي قلت عنه ( احد جبل يحبنا ونحبه )
سامحنا يا حبيبي يا رسول الله فلن ننساك أبد فذكرك في القلوب ما حيينا والصلاة عليك في كل حين ما بقينا ...
( فداك أبي وأمي ونفسي وولدي ) .