[b]تجربة فتاة:
العزلة التي عشتها بعيداً عن صخب المواقع الإجتماعية كانت أجمل من أن أصفها
تويتر بالذات كان يفرض علي المشاعر ويعيّشني في جوٍ متوتر مشحون ، مزدحم بالأحداث والأفكار ، فوق أنه يأخذ من وقتي الكثير الكثير ...
منذ تركته وأنا حرّة يومي ، حرة مشاعري ،
وروحي بدأت تأخذ طريقها نحو الصفاء شيئاً فشيئاً ..
حياتنا أصبحت مزدحمة جداً في حين أنها بالحقيقة شبه فارغة .. !!
مزدحمة بالأحداث الساخنة والصراعات والأراء والنقاشات الطويلة ولكنّها شبه فارغة من إنجازٍ يبقى أو من عمل مثمر بسيط مثل قراءة كتاب ..
الجوال عموماً حصرني في عالم يُخيل أنه واسع ، لكنه في الحقيقة ضيق .. لا أرى ولا أعرف ولا أشعر بشيء غير مايدور في هذا الجهاز الصغير، كأن العالم بأجمع انحصر فيه ..
فبسببه لم تعد الجلسات العائلية دافئة كما كانت ، وبسبب إنشغالي به صرت لا أنتبه لملامح الطرق جيداً، وصار تأجيل الأعمال عملي اليومي.
أصبحت مثقلة الروح ، مشغولة الفكر .. ممتلئ عقلي بالضجيج والكلام والأفكار والكثير من الصور والمشاهد والأشخاص ..
ماذا سأكتب لو كنت سأكتب عمّا أنجزته خلال سنةٍ كاملة ، مقارنةً بالوقت اللي أنفقته على هذا الجهاز؟
سأكتب أنّي أضعت عمري !!.. وحرمت نفسي كثيييراً من استثمار كنز الفراغ بقراءة نافعة أو مراجعة آياتٍ تعيد الأمان لقلبي أو لحظات حنونة أقضيها في جلسةٍ مع أمي ونحو ذلك من الفوائد والعلوم..
لم يبقى من الحياة الكثير حتّى نضيّعه .. ولا أريد أن أتذكر بعد لا ينفع التذكّر أن عمر النشاط والحياة أهدرته مع جهازٍ صغير .. في حين أن سجل إنجازاتي بياضٌ على بياض ..
الجوال بكل التقنية العظيمة التي يحمله ، نعمةٌ تصبح نقمة إن لم نكن أذكياء وعقلاء في استخدامها ..
يكفي في الأسبوع بعض وقت كنزهة مع الجوال وتصفح المواقع الإجتماعية ، والتعرف على أحداث العالم والضحك مع الناس والنقاش معهم ، أكثر من هذا في نظري جحيم كأن مدينةً لا تهدأ عن العمل تسكن رأسي ..
الحياة تننظرني ، لن أحبس نفسي مع شاشة صغيرة.