ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﺣﺴﺐ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺩ.ﻋﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲهل تقع قاعدة الشيطان في مثلث برمودا ؟
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ:"ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ...ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ" ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺇﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ (ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ﺑﻴﻦ ﻭﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ﻭﺟﺰﺭ ﻛﻮﺑﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ) ﻓﻴﺰﻋﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻹﺧﺘﻔﺎﺀ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ (ﺇﻗﺮﺃ ﻋﻦ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﺣﻞ ﺍﻟﻠﻐﺰ
).
ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻠﺔ ﻓﻌﻼً ﺑﻴﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻓﻲ ﻟﺸﺮﺡ ﺳﺒﺐ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻹﺧﺘﻔﺎﺀ ؟ ﻭﻻ ﻧﻨﺲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ.ﺃﺭﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ "ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ
" ﻛﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺃﺗﺮﻙ ﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﺡ ﻗﺼﺔ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﺪ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ:
ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔالدكتور عائض القرني
- ﻭﺟﺪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻫﺪﻓﻪ ، ﻓﺘﺠﻨﺐ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺗﻮﺑﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ (ﺑﻌﺪ ﻫﺒﻮﻃﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ)، ﻭﻭﺿﻊ ﺟﻞَّ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﺿﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ، ﻓﺒﺪﺃ ﺷﺮّﻩ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻭﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ.ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﺁﺩﻡ ﻭ ﺣﻮﺍﺀ ﻇﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻣﻮﺗﻬﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀً ﻟﻬﺮﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ، ﻭﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻨﺎً ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻭﺷﻦّ ﺣﺮﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻷﻧﻬﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻓﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﻠﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﻟﻴﺒﺴﻂ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﺑﻨﻲ ﺍﻹﻧﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺑﻠﻴﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﻼﻥ، ﺣﻴﻦ ﻧﺼﺮﻫﻢ ﺑﺮﺟﻞٍ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﺳﻤﻪ "ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ" ﻭﻧﺴﺒﻪ ﻫﻮ:ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ ﺑﻦ ﻗﻴﻨﻦ ﺑﻦ ﺍﻧﻮﺵ ﺑﻦ ﺷﻴﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﻗﺎﻡ (ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ) ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﻣﺤﺼﻨﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ: ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻮﺱ ﺍﻷﻗﺼﻰ، ﻟﻴﺤﺘﻤﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺧﻄﺮٍ ﻳﻬﺪﺩﻫﻢ ﺛﻢ ﺃﺳﺲ ﺟﻴﺸﻪ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺟﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺲ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﺍﻟﺴﻮﺱ ﺍﻷﻗﺼﻰ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ ﻭﺟﻴﺶ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﻧﺲ، ﺣﻴﺚ ﻗُﺘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﻭﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻥ، ﻭﻓﺮّ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ (ﺣﺴﺐ ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ).
- ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻓﺮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ ﻇﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺄﻭﻯ ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻹﻧﺲ، ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﻭﺗﻠﻢ ﺷﻤﻞ ﻗﻮﻣﻪ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻓﺄﻱ ﻣﺄﻭﻯ ﺍﺧﺘﺎﺭ (ﺇﺑﻠﻴﺲ) ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ؟ ﻃﺎﻑ (ﺇﺑﻠﻴﺲ) ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻬﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺘﻴﻦ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﺓ ﻫﻲ: ﺗﻘﻊ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ (ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ: ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻣﺜﻠﺚ ﻓﺮﻣﻮﺫﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﺎﻳﻮﺍﻥ)ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻣﻴﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺁﻧﺬﺍﻙ.
- ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮّ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺇﺑﺎﻥ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺗﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ، ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻼﺋﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ: {ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﻏﻮﺍﺹ} ﺁﻳﺔ 37 ﺳﻮﺭﺓ ﺹ.
- ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺃﺳﺲ ﺟﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ، ﻳﻨﻔﺬﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:"ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﺛﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺄﻗﺮﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺘﻨﺔ، ﻳﺠﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺑﻔﻼﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻳﺠﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻗﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻘﺮﺑﻪ ﻭﻳﺪﻧﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ"- ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ. ﻭﻭﺿﻊ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺕ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻩ، ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺧﺮﻭﺝ (ﺁﺩﻡ) ﻭ(ﺣﻮﺍﺀ) ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻟﻌﺮﺷﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ: ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻦ ﺻﺎﺋﺪ: "ﻣﺎ ﺗﺮﻯ" ؟ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺭﻯ ﻋﺮﺷﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ"، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:"ﺻﺪﻕ ﺫﺍﻙ ﻋﺮﺵ ﺇﺑﻠﻴﺲ".
- ﻭﺃﺳﺲ "ﺇﺑﻠﻴﺲ" ﻣﺠﻠﺲ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻘﻮﺩ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺲ ، ﻭﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﺁﻛﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻥ ﻟﻠﺸﻠﺒﻲ"ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻗﻮﻟﻪ:"ﻹﺑﻠﻴﺲ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ، ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ، ﺛﻢ ﺳﻤﺎﻫﻢ ﻓﺬﻛﺮ: ﺛﺒﺮ، ﺍﻷﻋﻮﺭ، ﺳﻮﻁ، ﺩﺍﺳﻢ، ﺯﻟﻨﺒﻮﺭ .. ﺃﻣﺎ ﺛﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺜﺒﻮﺭ ﻭﺷﻖ ﺍﻟﺠﻴﻮﺏ ﻭﻟﻄﻢ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ .. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻋﻮﺭ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﺰﻳﻨﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻮﻁ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻴﻠﻘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴُﺨﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖُ ﺭﺟﻼً ﺃﻋﺮﻑ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﺳﻤﻪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ .. ﺃﻣﺎ ﺩﺍﺳﻢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻳُﺮﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳُﻐﻀﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ... ﺃﻣﺎ ﺯﻟﻨﺒﻮﺭ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﺭﺍﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ".
- ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﺗﺴﻨﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻹﻧﺲ ﺑﻨﻮﺍ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﺣﺘﻰ ﻏﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺒﻨﻲ ﺍﻹﻧﺲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻌﺰﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﻴﻦ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻏﺎﺋﺒﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻹﻧﺲ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ ﺍﻹﻧﺲ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺣﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺳﻔﻦ ﻃﺎﻓﺖ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﻏﻮﺍﺻﺎﺕ ﺑﻠﻐﺖ ﻛﻞ ﻗﺎﻉ، ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺤﺖ ﻣﺮﻣﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻇﻠﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺁﻣﻨﺔ ﻟﻌﺼﻮﺭ ﻋﺪﺓ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻹﻧﺲ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﺮﻭﺭﻫﻤﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺘﻴﻦ، ﺇﻻ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩﻫﻢ ﻓﺎﺧﺘﻄﻔﻮﺍ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺭﺏ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺳﺮﺍً ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ، ﻓﺨﺸﻲ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻓﺘﻀﺎﺡ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺧﺴﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺧﺴﺮﻭﺍ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻬﻼﻳﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻓﻌﻤﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﻛﻞ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﻣﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺼﺮﺍً ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﻲ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ ﻭﻣﺜﻠﺚ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ.