يقول أحد الوالدين : لي ولد ليس مثل إخوته!!
كأني ما ربيته!
كأن عُمري ما علّمته! اسمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع. اعلم أنّ الله ابتلاك في هذا من أجل أن تعرف ان الله هو المربي وان الله هو الهادي وانك لست إلا وسيلة توصل بدورك تربية الله لهذا الابن
لتعلم ان الله تعالى يأتى لك ِبولد مختلِف ...فتقول لماذا؟ أليس أنا نفسي الذي ربيت الباقي ..
لا، لابد أن تفهم جيدا أنك لست أنت الذي ربيت الأوائل ولا أنت الذي ستربي هذا، ما يربيهم إلا الله...
اذا رأيت أولادك وهم يكبرون وينحرفون بدل أن يستقيموا!
أنت تُربي وتُربي وتجد آثار تربيتك تَقِل بدل أن تزيد! ; فانظر إليهم وأنت عاجز، دَعْ عنك ما تسمعه من الناس وألقيه خارجًا، فعندك ربّ، رحيم، لطيف، قريب، حكيم، عليم، سيأتيك بمرادك لكن صبرًا جميلاً.
عامل ربك كامل الصفات لا تيأس من رَوحهِ أبدًا، لا تعاملوا أولادكم باليأس إنما استعينوا بالله على صلاحهم، اطلبوا مِن الله أن يُصلِحهُم ولَمَّا تكون عاجز عن تربيتهم، فالمفروض أن يزيد رجاؤك بربّك ولا تيأس من صلاحهم،
واحذر ترك طلب الهداية والصَّلاح للأبناء.
املأ قلبك أن المُعين لابد أن يردهم إليك سالمين، لكن اطلب منه –سبحانه وتعالى– فذلك هي العبادة التي يريدها منك
وانتبه قد يرى الوالدين استقامة في أبناءهم فيتصورون أنهم صالحين مستقيمين، ولا يعلمون عن الخفايا التي يمكن أن تدور في داخلهم!
فينخدع الوالدان ويتركوا طلب الاستقامة لأولادهم! فيَتركوا طلب الله أن يهديهم مُغترين بالصورة الظاهرة!
ففي كل الحالات ;اِبْقَ دائمًا
عند باب الله؛ لأن الله اختبرك بهم, هل تعرف ما معنى أنه اختبرك بهم؟
أي هل تثق في نفسك أنك أنت الذي تربيهم، أم تستعين به على تربيتهم؟؟
اختبرك: هل تقف عند بابه طالبًا منه متوسِّلاً إليه، أم تكون معتمدا على نفسك، واثقا بها..
تعامل معهم بثلاث:
1- تكلم وأنت يائس أن يأتي كلامك بنتيجة -يائس أن يبلغ كلامك قلوبهم-، مُتيقِّـنًا أن الله هو الذي يقذف في قلوبهم كلامك.
2- تكلم وأنت لا تنتظر أن يتغيّر تصرفهم بكلامك، بل يُغير الله أحوالهم -ولو بعد حين-، ويجعل كلامك سبب لتغيّرهم، ويكون كلامك في ميزان حسناتك تذكر ليس مسؤوليتك أن تأتي بقلوبهم! لايأتي بقلوبهم إلاَّ الله، سيأتي بها لكنه يختبرك هل تصبر أم لا تصبر.
هذا اختبار لك انت
قوله تعالى: "انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء" وقول النبي: (رب لاتكلني الى نفسي طرفة عين)
من أجل ذلك كُن يائساً مِن نفسك، و ضَعْ كل رجائك في ربك، وانتظر الفرج، سيأتيك ولابُد؛ لأن الله وعد بهذا، ووعد الله حق لاباطل فيه.
مقتطفات من درس الأستاذة اناهيد السميري حفظها الله[i]